✍ دَخَلَ سَمَاعَةُ بْنُ مِهْرَانَ عَلَى الصَّادِقِ ( صَلَواتُ اللهُ عَلَیهِ ) فَقَالَ لَهُ : يَا سَمَاعَةُ ! مَنْ شَرُّ النَّاسِ ؟! قَالَ : نَحْنُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ! قَالَ : فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ ! ثُمَّ اسْتَوَى جَالِساً وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَقَالَ : يَا سَمَاعَةُ ! مَنْ شَرُّ النَّاسِ عِندَ النّاسِ ؟! فَقُلْتُ : وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ! نَحْنُ شَرُّ النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ ؛ لِأَنَّهُمْ سَمَّوْنَا كُفَّاراً وَ رَفَضَةً ! فَنَظَرَ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا سِيقَ بِكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَ سِيقَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ ؟! فَيَنْظُرُونَ إِلَيْكُمْ فَيَقُولُونَ :
« ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ ؟! »
يَا سَمَاعَةَ بْنَ مِهْرَانَ ! إِنَّهُ وَ اللَّهِ مَنْ أَسَاءَ مِنْكُمْ إِسَاءَةً مَشَيْنَا إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَقْدَامِنَا فَنَشْفَعُ فِيهِ فَنُشَفَّعُ !
وَ اللَّهِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ عَشْرَةُ رِجَالٍ ! وَ اللَّهِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ خَمْسَةُ رِجَالٍ ! وَ اللَّهِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ ! وَ اللَّهِ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ !!
فَتَنَافَسُوا فِي الدَّرَجَاتِ وَ أَكْمِدُوا عَدُوَّكُمْ بِالْوَرَعِ :